التعلم وتطوير المهارات التعلم وتطوير المهارات
recent

آخر الأخبار

recent
recent
جاري التحميل ...

المحور الثالث: الشخص بين الحرية والضرورة

 

 الشخص بين الحرية والضرورة


     هل الشخص حر في تكوين ذاته أم مجرد صورة رسمتها إكراهات الظروف؟ هل يخضع الشخص للإكراهات الخارجية والبيولوجية في تكوين شخصيته أم له الحرية المطلقة في تكوين ذاته؟ هل الإنسان مخير أم مسير؟



باروخ سبينوزا:

     يرى باروخ سبينوزا أن الحرية مجرد وهم نشأ نتيجة الجهل بالأسباب الكامنة خلف أفعالنا، لهذا نجده يقول: "الطفل يعتقد بأنه يشتهي الحليب بحرية لكنه، شعور يخفي جهله بالضرورة التي حركته في طلب حليب أمه". فلكي يكون الإنسان حرا يجب أن يكون هو سبب أفعاله، لا أن تكون أفعاله نتيجة سبب خارجي.

 يمكن القول إذن أن الإنسان يسير وفق قوانين ثابتة ومنتظمة وضرورية كالقوانين الرياضية، حيث يقول سبينوزا: "هناك حجرة مثلا من سبب خارجي يدفعها بكمية معينة من الحركة وعندما يتوقف الفعل الناتج عن السبب الخارجي فإن قطعة الحجر ستواصل تحركها بالضرورة".

كل الموجودات خاضعة للضرورة بل كل ما يحدث في الوجود يرجع في نهاية الأمر إلى علة أولى ضرورية بذاتها هي الطبيعة الطابعة أو الجوهر أو الله (هي مرادفات فقط)، وما شعورنا بالحرية إلا نتاج لوعينا بشهواتنا وجهلنا بالأسباب المحددة لها.

     ترى هل فعلا الإنسان خاضع لسيطرة الطبيعة الطابعة خضوعا مطلقا أم له الحرية المطلقة في تكوين وبناء ذاته بعيدا عن كل الإشراطات والإكراهات الخارجية منها والبيولوجية؟ هل فعلا الإنسان محكوم عليه بالحرية؟

جون بول سارتر:



     على الطرف النقيض من سبينوزا تقف الوجودية معلنة عن حرية الإنسان المطلقة في اختيار ذاته، هكذا نجد الوجودي الفرنسي جان بول سارتر يؤكد أن الإنسان مشروع، إنه ذات منفتحة على نفسها، على مصيرها وعلى العالم.

لأن وجود الإنسانية يسبق ماهيته، إنه ليس شيئا في البدء، بل إنه سيكون ما يصنعه بنفسه، فالإنسان يتوفر على خاصية التجاوز لكونه وجودا بذاته غير قابل للتعريف والتحديد فهو ما ليس هو وليس هو ما هو، إنه يتوفر على خاصية العدم والوعي هو دائما انفصال ونفي. إنها (الحرية) تعدم وتنفي وتفصل الإنسان عن الإنسان.

فالحرية تبقى للإنسان دائما في حالة نزوع وارتماء نحو المستقبل من أجل تحقيق ماهيته بطريقة حرة ومسؤولة فيصبح الإنسان مسؤولا عن نفسه وكذا الآخرين لأنه عندما يختار لا يختار لنفسه فحسب بل يختار للإنسانية جمعاء.

خطاطة المحور:



عن الكاتب

ayoub loukili
';
';

اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

التعلم وتطوير المهارات