التعلم وتطوير المهارات التعلم وتطوير المهارات
recent

آخر الأخبار

recent
recent
جاري التحميل ...

كيف نتجاوز الشعور بالملل؟......... "الملل" حالة مزاجية يغذيها الروتين اليومي للحياة

 

الملل حالة نفسية يمكن تجاوزها بالعزيمة



حياة الإنسان تدور بين الألم والملل، والسعادة ومتعة ما هي سوى لحظات عابرة نريد أن نحس بها في بعض اللحظات، لأنه لا توجد حياة لا تشوبها فترات من الملل قد تطول أو تقصر، الشيء الذي يحتاج منا الصبر. لأنه مهما فعلنا فلن تخلو أوقاتنا من نوبات الضّيق والضجر والملل............

 أن نفعل الشيء ء نفسه على الدوام فهذا مدعاة للملل،  وأن نبقى في مكاننا فهو مصدر ملل، قد نحلم بالزواج ممن نحب لكن حرارة هذا الحب لا يمكن أن تستمر على وتيرة متصاعدة، لأنه بعد مدة يفتر ونحس بالعودة إلى حالة التعود في الحياة، كل ما نطمح إليه ونصل إلى تحقيقه بعد مدة من الزمن يصبح شيئا عاديا نحس فيه بنوع من الاعتياد والتقبل.  وقد نتوهم أن تغيير الوظيفة أو تغيير الزوج أو الزوجة سينهي المشكلة، لكننا ما إن نفعلها حتى نعود إلى اللحظة الأولى للملل

ذلك أن الملل ملازم لدوران الزمن على أي شيء فيه تكرار، لأن متى نحس بالسعادة و البهجة المفرطة التي نعتقد أننا وصلنا إلى أقرى ما نسعى إليه يأتي الزمن الذي يحرمنا الاستمرارية في هذه الحالة لأنه لا يمكننا إيقاف الزمن.....إنها قصة (الإنسان المتمرد) بلغة ألبير كامو: «الكائن الذي يرفض أن يكون ما هو عليه»، طالما هذا ممل كذلك.

لأن معظم القرارات والخيارات والاشياء التي نفعلها، يكون مصدرها الأساسي الرغبة في التخلص من الملل، كما يرى الفيلسوف البريطاني برتراند راسل في كتابه (السعادة).

الملل قد يدفعنا إلى فعلا أشياء لا تخطر على بال إنسي، معضلتنا أننا على الرغم من تكرار عبارة «إن الحياة قصيرة» فإنه لدينا الكثير من الوقت الذي لا نعرف ماذا نفعل به؟ لدينا وقت فائض عن الحاجة طالما حاجتنا الفعلية أن يكون كل يوم يومًا جديدًا بالفعل، وهذا محال في معظم الأحوال. 

هذا ما يدفع الإنسان إلى الطمع والرغبة النهمة في الجديد في كل شيء ...هل نسينا أيام الدراسة عندما كنا ننتظر يوم الأحد بفارغ الصبر ثم نجده مملا في الأخير. يعترف ألبير كامو على لسان بطل رواية (الغريب) بأنه كان يكره يوم الأحد لأنه يوم الفراغ وفقدان المعنى ولا يوجد شيء جديد.

سعادتنا تتوقف على مواجهة الملل؟

تقول الحكمة الرواقية، "لا تسوء الأشياء لكن تسوء أفكارنا حول الأشياء.»، تصدق هذه القاعدة على حالة الملل أيضًا، ليس الملل شيئًا سيئًا في حد ذاته. وهو ما نلاحظه في المجتمعات التي لا تتيح فرص العمل ولا تتيح وسائل الإبداع، فنرى أن الهروب من الملل يكون عن طريق تمضية الساعات في الأشياء الفارغة مثل متابعة مواقع التواصل الاجتماعي أو الأشياء الفارغة التي لا تفيدنا في شيء.

كما نلاحظ أن إدماننا على تطبيقات الهاتف النقال هو مثال بارز لأعراض الهروب اللاعقلاني من الملل. فالرتابة تؤثر سلبا على صحة الدماغ، كما تؤكد معطيات طب الأعصاب اليوم. هكذا يمكن للشعور بالملل أن يكون دافعا إلى أن نصنع ما لم يُصنع، وأن نبدع ما لم يُبدع ونكتشف ما لم يكتشفه السابقون، ونذهب إلى حيث لم يذهب الآخرون، ونقتحم أقصى مناطق المجهول.

الخروج من حالة الملل:

أن تفاجئ نفسك بسلوك جديد غير متوقع من ذاتك قد يكون بداية التغيير، وليس في الجلوس في المقهى بدون انجاز أي شيء،  ولا أمام المسلسلات التلفزيونية ولا ونحن نمسك بهواتفنا لساعات حتى بتنا نمضي معظم الوقت في ثرثرة لا تفيد في شيء.

قد نقر بأن البلادة و الفراغ أصبحت جزء جوهريا من نمط حياتنا، حيث يقول المحلل النفساني الأمريكي إريك فروم: الإنسان هو الحيوان الوحيد الذي قد يشعر بالملل، و الحيوان الوحيد الذي يبحث دائمًا عن الجديد، وحين لا يجده يصنعه.

عن الكاتب

ayoub loukili
';
';

اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

التعلم وتطوير المهارات